الرياض: أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن البنك المركزي السعودي أن مدفوعات نقاط البيع في المملكة العربية السعودية سجلت زيادة سنوية بنسبة 11% في شهر يناير لتصل إلى 53.8 مليار ريال سعودي (14.35 مليار دولار).
وتعكس هذه الزيادة في مدفوعات نقاط البيع التزام المملكة بالتحول الرقمي والاستثمار في مستقبل قائم على التكنولوجيا. تتخذ المملكة العربية السعودية العديد من الإجراءات لتعزيز المدن المستدامة واقتصاد رقمي قوي يعتنقه السكان المهتمون بالتكنولوجيا.
أكبر نسبة من الإنفاق عبر نقاط البيع في يناير تم تخصيصها للمشروبات والأغذية، حيث شكلت 16٪ من الإجمالي البالغ 8.44 مليار ريال سعودي. تلاه نفقات على المطاعم والمقاهي، حيث شكلت 15٪ ووصلت إلى 8.14 مليار ريال سعودي، وفقًا لبيانات البنك المركزي، المعروف أيضًا باسم “SAMA”.
شهد الإنفاق على السلع والخدمات المتنوعة، التي تشمل مستلزمات العناية الشخصية والإمدادات والصيانة والتنظيف، أكبر نسبة حيث بلغت 20٪ من إجمالي الزيادة في مبيعات نقاط البيع خلال الفترة المذكورة. تمثل هذه الفئة 12٪ من إجمالي الإنفاق في يناير 2024، حيث وصلت إلى 6.47 مليار ريال سعودي بمعدل نمو 21٪.
زيادات ملحوظة في مدفوعات نقاط البيع في المرافق، حيث ارتفعت بنسبة 34٪ لتصل إلى 516.77 مليون ريال سعودي، وفي الفنادق، حيث نمت بنسبة 28٪، مما أدى إلى إجمالي قدره 1.56 مليار ريال سعودي. كما شهدت الإنفاق على المجوهرات نموًا كبيرًا بنسبة 27٪ لتصل إلى 957.58 مليون ريال سعودي.
الهيئة الحكومة الرقمية في المملكة العربية السعودية، التي تأسست في مارس 2021، تدفع عملية رقمنة مدفوعات للخدمات، بهدف إنشاء حكومة رقمية فعّالة. تركز على دمج الكيانات الحكومية وتحسين تقديم الخدمات من خلال التكنولوجيا، مع التركيز على توفير خدمات حكومية آمنة وسهلة الوصول.
وبرزت الرياض كأكثر مدينة تمت فيها 34% من إجمالي معاملات نقاط البيع، تليها جدة بنسبة 14%.
وقد ساهم تزايد عدد سكان الرياض، من حوالي نصف مليون نسمة في عام 1972 إلى أكثر من 7.8 مليون نسمة في عام 2024، إلى جانب التوسع الحضري المتزايد في المدينة وإنشاء العديد من المقرات الدولية في تطورها لتصبح مركزًا تجاريًا ورقميًا صاخبًا، حيث تتم غالبية معاملات البيع.
من ناحية أخرى، تستهدف رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تحقيق معدل معاملات غير نقدية بنسبة 70% بحلول عام 2030، مما يساعد على التوسع الكبير في مجال التكنولوجيا المالية. ومع وجود دعم حكومي قوي وسكان من جيل الألفية المهتمين بالتكنولوجيا والحريصين على تبني طرق دفع مبتكرة مثل المحافظ الرقمية والبطاقات غير التلامسية، فإن السوق يحمل إمكانات هائلة.
أظهرت بيانات SAMA إغلاق 354 جهاز صراف آلي منذ يناير 2023 وانخفاضًا بنسبة 0.32٪ في عمليات السحب النقدي. وعلى العكس من ذلك، يشير إصدار 5.16 مليون بطاقة خلال هذه الفترة إلى تحول من العملة النقدية إلى الأساليب الرقمية.
في فبراير 2024، وقّعت ماستركارد اتفاقية مع شركة Loop، وهي شركة المدفوعات الرقمية للتقنية المالية مرخصة من مؤسسة ”SAMA“ في المملكة العربية السعودية، لتوسيع نطاق الوصول إلى خيارات بطاقات الائتمان المتقدمة وحلول الدفع المتطورة للشركات والمستهلكين.
تهدف Loop إلى تطوير منتجاتها وخدماتها من خلال الاستفادة من تكنولوجيا وخبرة ماستركارد، كما هو موضح في بيان صادر عن ماستركارد.
بموجب الاتفاقية، ستصدر كلتا الشركتين معًا نطاقات أرقام تعريف البنك (Bank Identification Number)، مما يتيح الوصول إلى حلول دفع متطورة للمستهلكين والتجار ومؤسسات التكنولوجيا المالية في جميع أنحاء المملكة.
تمثل هذه الشراكة تقدمًا في البنية التحتية للمدفوعات الرقمية في المملكة العربية السعودية، مما يفتح المجال أمام فرص جديدة لإجراء معاملات سلسة وآمنة.
وفقًا لآدم جونز، المدير القُطري لماستركارد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “اليوم، تُعد التكنولوجيا والابتكار ركيزتين أساسيتين للنجاح المستدام؛ خاصة مع مواجهة الشركات والمؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم لتحديات جديدة وغير مسبوقة.”
وأضاف: “نحن نعمل على تمكين عملائنا وشركائنا بالأدوات اللازمة لتحقيق أهدافهم وإنجاز غاياتهم. ونحن نهدف إلى تمكين شركة Loop من تحقيق ذلك بالضبط، من خلال تلبية احتياجات الشركات والمستهلكين السعوديين بمجموعة مبتكرة من حلول الدفع.”
كما سلطت الاتفاقية الضوء على التزام الطرفين بتعزيز بيئة التكنولوجيا المالية السعودية. وبالتعاون معًا، سيقدم الطرفان مجموعة من العروض المبتكرة لمجتمع الشركات الصغيرة والمتوسطة وشركات التكنولوجيا المالية الآخذ في التوسع في المملكة، وتمكينها من تلبية احتياجات الاقتصاد العالمي سريع التغير.
وقال علي العبيد، الرئيس التنفيذي لشركة Loop: “نعتقد أن الشمول المالي ضروري لتعزيز الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي في المملكة العربية السعودية.”
وأضاف: “إن الشراكة مع ماستركارد والاستفادة من تقنياتها ستمكننا من تحقيق ذلك وأكثر، مما يسهم في ازدهار المملكة.”
بالإضافة إلى ذلك، تركز المملكة العربية السعودية على تحسين تجربة السياحة من خلال التعاون والاستثمار في التكنولوجيا. على سبيل المثال، في مارس من هذا العام، دخلت شركة أمازون لخدمات الدفع، وهي مزود خدمات الدفع الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في شراكة مع شركة (Red Sea Global) لتحسين تجربة الدفع عبر الإنترنت للمسافرين في المملكة العربية السعودية.
تهدف هذه الشراكة إلى تقديم مجموعة من حلول الدفع المصممة خصيصًا لتلبية احتياجات عملاء شركة Red Sea Global .
في إطار هذه الشراكة، تقدم شركة مزود خدمات الدفع الرقمي أيضًا خدمات معالجة المدفوعات الأساسية الخاصة بها لتسهيل الحجز عبر الإنترنت والمدفوعات للمسافرين مع شركة Red Sea Global. ومن خلال التعاون مع رواد المجال، تهدف الشركة إلى دعم مواطني المملكة العربية السعودية وشركاتها.
وفقًا لبيتر جورج، المدير الإداري لشركة أمازون لخدمات الدفع: “تتكامل طرق الدفع الخاصة بنا بشكل كامل وسلس مع البنية التحتية لشركة Red Sea Global ، مما يجعل عروضها أكثر سهولة في الوصول إليها وموثوقية وسهلة الاستخدام.”
يساهم هذا الجهد في قطاع مالي متنوع، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 لتعزيز قطاع السياحة والتراث.
